رمضانيات ايجي جوول..حكاية حذاء"باتا" الراعي الرسمي للدورات الرمضانية سابقآ

الخميس 14 مارس 2024 04:19 م
عاطف الشعينى

احتلت كرة القدم عرش الألعاب الرياضية من حيث الشعبية منذ اختراعها على أيدي الإنجليز في القرن الماضي، وتحولت من مجرد لعبة إلى صناعة ضخمة، تجذب أنظار رجال الأعمال والمستثمرين من كل أنحاء العالم.




وشهدت اللعبة تطورا كبيرا على كافة المستويات من حيث القوانين والملاعب والمسابقات حتى الأحذية الخاصة بهذه اللعبة تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام.


ومع حلول شهر رمضان المبارك والذي يرتبط بإقامة الدورات والبطولات الرمضانية والتي تعد ظاهرة كروية رمضانية ينتظرها عشاقها من العام للعام.



وعندما نذكر الدورات الرمضانية وكرة القدم “ايجي جوول” لابد أن يذكر قرائه بأقدم حذاء ارتداه عشاق ولاعبو كرة القدم بمصر ويسرد لهم حكايه الراعي الرسمي للدورات الرمضانية.




باتا

“باتا” ما أن تنطق هذه الكلمة إلا ويتذكر الجميع وخاصة لاعبي كرة القدم القدامى وبعض الجدد “كوتش باتا” الشهير ذو اللون الأبيض المصنوع من القماش، الذي ارتداه عشاق الساحرة المستديرة أثناء ممارستهم لكرة القدم سواء في مراكز الشباب أو الحارات والأزقة، ومع ظهور الأحذية الرياضية التي تحمل اسم أكبر الماركات التجارية الرياضية، يبقى حذاء “باتا” في ذاكرة الجميع، لاسيما وأن أغلب لاعبي كرة القدم سواء القدامى أو الجدد كانت بداياتهم مع ذلك الحذاء.




توماس باتا


أصل الشركة


شركة “باتا” هي الشركة الوحيدة التي صنعت هذا الحذاء، وهي شركة عالمية ذات الأصول التشيكية، وكان مقرها في لوزان بدولة سويسرا، والتي تم تأسيسها عام 1894، عن طريق مؤسسها “توماس باتا”.





“باتا” في مصر


مع اشتهار أحذية باتا في جميع دول العالم، كان لابد من فتح أفرع الشركة بالشرق الأوسط، والتي بدأها بمصر في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، وكان أول فرع لها بمصر بشارع عماد الدين، ثم بعد ذلك أنشأت الشركة فروعا لها بجميع محافظات ومدن الجمهورية.





الحذاء وملاعب التراب


انتشر حذاء باتا بمصر وأصبح الحذاء الرسمي لجميع لاعبي وعشاق كرة القدم وخاصة الذين يمارسونها بالشوارع والأذقة والملاعب التراب، لاسيما وأن طريقة صناعته الانسيابية هي الوحيدة التي يمكنها التعامل مع مثل هذه الملاعب، ونوعية الكرات التي كان يلعب بها والتي منها “الشراب” و”المحرومة” وغيرها من الكرات التي كانت معظمها من الصناعات اليدوية.




سعر الحذاء سبب انتشاره


يقول محمود الحبكي، أحد نجوم نجع حمادي في عصرهم الذهبي، إن “كوتش باتا كان الحذاء الرسمي لجميع لاعبي جيلي والأجيال التي جاءت من بعدي، بل كان الراعي الرسمي لجميع الدورات الرمضانية ولعبة الشارع، لاسيما وأن نوعية الحذاء هي الوحيدة التي كانت تتلائم مع نوعية الملاعب في ذلك الوقت”.





وأشار إلى أن “أغلب لاعبي جيلي كانت بداياتها بشوارع النجعاوية والحارات والأذقة، وسبب انتشار حذاء باتا يرجع لسعره حيث أن سعر الحذاء مع بداية الستينيات كان لا يتعدى 99 قرشا، ليصبح أشهر حذاء ارتداه الفقير والغني في ذلك الوقت”.






أسباب اندثاره


مع انتشار ملاعب النجيل الصناعي، وملاعب كرة القدم ذات النجيل الطبيعي، والتي تتطلب حذاء من نوعية خاصة ذو نعل محبب “استارز”، قلت رغبة الرياضيين في الإقبال على شراء حذاء “باتا”، والذي ربما لا يزال يتعامل معه سكان القرى والنجوع الذين لا يمتلكون ملاعب نجيل، وممارستهم للعبة كرة القدم على ملاعب “تراب”، وهذا ما جعل أغلب الفروع الخاصة بشركة “باتا” أن تغلق وتوقف نشاطها.






حذاء باتا والمشاهير


كان لحذاء باتا شهرة كبيرة في نهاية الستينيات، الذي جعل أغلب المشاهير القبول على ارتدائه ومن أشهر من ارتدى حذاء “باتا” هو النجم عادل إمام، الذي قام بارتدائه أثناء فيلم “الحريف” للمخرج محمد خان، وربما يرجع ارتداء عادل أمام لكوتش “باتا”، لارتباطه القوي بلاعبي كرة القدم وممارسيها في ذلك الوقت